استعاد الجبن القريش حضوره على موائد الطعام في السنوات الأخيرة بعد أن كان يُنظر إليه سابقاً كطعام حمية تقليدي يفتقر للتنوع، حيث أصبح حالياً غذاء رائجاً بفضل إمكانياته الكثيرة في الطهي واستخداماته المتعددة في وصفات الأطعمة الحلوة والمالحة، مثل وجبات الإفطار والمشروبات الصحية، إضافة إلى استخدامه كبديل للكريمة الحامضة أو جبن الريكوتا الأكثر دسامة. وتعود شعبيته المتزايدة إلى احتوائه على نسبة مرتفعة من البروتين وقوامه الكريمي المرن الذي يسمح بإدخاله في العديد من الأطباق.
الجبن القريش يصنف ضمن الأجبان الطازجة غير المعتقة، ويتم إنتاجه عادةً عبر تخثير الحليب، مع اختلاف حجم تكتلات الجبن بحسب طرق التحضير، وتتوفر أيضاً أنواع مخفوقة تمنحه قواماً أنعم. يختلف كذلك عن الأجبان المعتقة في امتلاكه لمستوى أعلى من الرطوبة، إضافة إلى احتفاظه بالفيتامينات الذائبة في الماء، ما يعزز من فوائده الغذائية.
خبراء التغذية يشيدون بالقيمة الغذائية لهذا النوع من الجبن، إذ إن نصف كوب منه يقدم ما بين 12 إلى 15 غراماً من البروتين، وبأقل من 100 سعرة حرارية تقريباً، ليصبح خياراً مناسباً لمن يسعون إلى بناء العضلات أو خسارة الوزن، وأيضاً للأشخاص المصابين بمرض السكري من النوع الثاني. كما يضم الجبن القريش كميات جيدة من الكالسيوم والفوسفور والسيلينيوم وفيتامين بي 12، وترتفع فوائده مع وجود بعض الأنواع التي تحتوي البروبيوتيك الذي يساعد في دعم صحة الجهاز الهضمي.
رغم ذلك، تختلف جودة الأنواع المتوفرة في الأسواق حسب نسبة الأملاح والدهون، إذ تحوي بعض الأصناف أكثر من 400 ملغ من الصوديوم في الحصة الواحدة، إلى جانب نسبة من الدهون المشبعة التي ترتبط بزيادة الكوليسترول الضار وتؤثر على صحة القلب. وينصح الخبراء الأشخاص الذين يعانون ارتفاع ضغط الدم أو مشاكل الكلى باختيار الأنواع القليلة الدسم والمنخفضة الصوديوم لتجنب التأثيرات الجانبية لهذه المكونات.
يجب التنويه أيضاً إلى أن الجبن القريش يحتوي على اللاكتوز، ما قد يسبب صعوبات هضمية للأفراد غير القادرين على تحمل هذا السكر، إضافة إلى احتمالية مواجهة مشاكل صحية بالنسبة لمن لديهم حساسية تجاه منتجات الألبان أو بعض أمراض المناعة الذاتية. لذا من الضروري معرفة التركيبة الغذائية للمنتج وملاءمته للحالة الصحية قبل إدراجه ضمن النظام الغذائي اليومي.
