يقبل كثير من الأشخاص على تناول زبدة الفول السوداني لما تتميز به من طعم غني وقيمة غذائية مرتفعة، إذ أصبحت من الخيارات المفضلة في وجبات الفطور أو كوجبة خفيفة. وتثار تساؤلات حول تأثير تناولها على الصحة عند استهلاكها بشكل منتظم ويومي، خاصة مع تعدد فوائدها وبعض المخاوف المتعلقة بمكوناتها وسعراتها.
زبدة الفول السوداني تساهم في بناء العضلات والشعور بالشبع بفضل احتوائها على نسبة عالية من البروتين، حيث تقدم حوالي سبعة غرامات في كل ملعقتين كبيرتين. كذلك تحتوي على دهون أحادية غير مشبعة تسهم في رفع الكوليسترول الجيد وخفض الضار، مما يدعم صحة القلب والشرايين. إضافة لذلك، تحتوي على الألياف والمغنيسيوم والبوتاسيوم والأرجينين؛ وكلها عناصر مهمة تساعد في تنشيط الدورة الدموية ودعم استرخاء الأوعية الدموية.
يضم هذا النوع من الزبدة أيضاً مجموعة من المعادن المهمة مثل المغنيسيوم الذي يدعم صحة العظام ومستويات الطاقة، وفيتامين هـ الذي يعزز مناعة الجسم ويحافظ على صحة الخلايا. وتعمل الدهون الصحية والألياف معاً للمساعدة على تقليل الإحساس بالجوع، وهو ما يشجع على التحكم بالشهية ودعم الوزن الصحي حين يتم تناولها باعتدال.
رغم هذه الفوائد إلا أن زبدة الفول السوداني تحتوي على معدل عالٍ من السعرات الحرارية، حيث تصل الحصة الواحدة منها إلى نحو 190 سعرة حرارية. لذلك فإن الإكثار منها يساهم في زيادة الوزن، خاصة إن لم ترافقها حمية غذائية متوازنة. لذلك ينصح بتناولها ضمن الكمية اليومية المسموح بها.
هناك أيضاً بعض الملاحظات حول المنتجات التجارية لزبدة الفول السوداني، إذ قد تحتوي بعض الأنواع على سكريات وزيوت مهدرجة وملح بنسب مرتفعة، وهو ما يؤثر سلباً على قيمتها الصحية. لذا من الأفضل اختيار الأصناف الطبيعية التي لا تحتوي سوى على الفول السوداني وقليل من الملح فقط.
الأشخاص الذين يعانون من حساسية الفول السوداني ينبغي عليهم تجنب استهلاك الزبدة المصنوعة منه. كما يمكن أن تتواجد فيها أحياناً مادة الأفلاتوكسين وهي مادة سامة تنتجها بعض الفطريات وقد تؤثر سلباً على صحة الكبد عند التعرض لها لفترات طويلة. وتوصي المصادر المعنية باختيار منتجات تحمل علامات تجارية معتمدة لضمان جودتها وسلامتها الغذائية.
