
أطلقت شركة هواوي بالتنسيق مع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية مركز مهارات المستقبل في مدينة الرياض، في إطار مبادرة تهدف إلى تأهيل الكفاءات الوطنية وتنمية المهارات الرقمية في مجالات حيوية تشمل الذكاء الاصطناعي وتقنيات الجيل الخامس والتقنيات الناشئة، بما يتناسب مع متطلبات سوق العمل التقني المتطور في المملكة. حظي الافتتاح بحضور بارز لمسؤولين حكوميين ودبلوماسيين بينهم نائب وزير الاتصالات وتقنية المعلومات هيثم العوهلي، مساعد وزير التعليم للتطوير والتحول مرهف المدني، السفير الصيني لدى المملكة تشانغ هوا، ورئيس مجلس إدارة هواوي في السعودية وليام تشاو، ما يعكس اهتمامًا كبيرًا على المستويين المحلي والدولي ويدل على أهمية التعاون الدولي في دفع الشراكات الرقمية ونقل المعرفة بين السعودية والصين.
يأتي هذا المركز ضمن جهود مشتركة بين القطاعين العام والخاص لسد الفجوة بين التعليم الأكاديمي ومتطلبات السوق الرقمي، ويسعى إلى إعداد جيل من الكفاءات التقنية المتخصصة القادرة على قيادة التحول الرقمي والابتكار، بما يواكب تسارع التطور في مجالات الاتصالات والتقنية. تبرز المبادرة كخطوة لتعزيز رؤية المملكة 2030 التي تركز على التحول الرقمي وتنمية رأس المال البشري، من خلال برامج متخصصة تغطي الذكاء الاصطناعي، تقنيات الجيل الخامس، والتقنيات الجديدة مثل إنترنت الأشياء والحوسبة السحابية والبيانات الضخمة.
يطمح المركز لتجسيد دور منصة محورية تساهم في تطوير المهارات وصناعة الابتكار حيث يعمل بشكل وثيق مع الجامعات والمؤسسات الخاصة لتصميم حلول تقنية تناسب احتياجات السوق السعودي. ومن خلال تدريب الكوادر الوطنية في أحدث المجالات التقنية، يسعى المركز لتحويل الشباب إلى مطورين ومبتكرين، ما يعزز جودة رأس المال البشري ويرفع قدرة السوق المحلي على المنافسة عالمياً. هذا التوجه يساهم أيضاً في دفع الشركات والجهات الحكومية لاعتماد حلول رقمية أكثر فعالية، ويعزز التحول الرقمي عبر قطاعات رئيسية كالصحة والتعليم والخدمات اللوجستية.
من بين الأهداف الأساسية لمركز مهارات المستقبل، بناء اقتصاد وطني قائم على المعرفة بدلاً من الاعتماد على الموارد الطبيعية. يسعى المركز لتزويد السوق المحلي بخبراء قادرين على الإسهام في تنويع مصادر الدخل وخلق فرص عمل جديدة في قطاعات التقنية المستقبلية. كما أن التعاون الوثيق مع الصين ومع المؤسسات الدولية يتيح نقل أحدث التقنيات والمعرفة إلى المملكة، ما يعزز من قدراتها التقنية ويرتقي بمكانتها التنافسية في المنطقة.
وتجدر الإشارة إلى أن المبادرة تركز كذلك على توطين التقنيات وابتكار حلول رقمية محلية، في خطوة استراتيجية لتقليل الاعتماد على الخبرات الخارجية ودعم مكانة المملكة كمركز إقليمي للتقنية والابتكار الرقمي. ويمثل مركز مهارات المستقبل جزءاً من سلسلة مبادرات وطنية تساند تحقيق أهداف رؤية المملكة وتعزز الاقتصاد الرقمي المستدام والشامل على المستوى الوطني.