
شهد منتدى الاستثمار السعودي السوري 2025 توقيع اتفاقية إطارية بين شركة علم السعودية ووزارة الاتصالات وتقانة المعلومات السورية، في خطوة جديدة لدعم مسيرة التحول الرقمي في سوريا. الاتفاقية تعكس اهتمام المملكة العربية السعودية بتعزيز العلاقات الاقتصادية والتقنية مع دمشق، حيث تركز على بناء بنية تحتية رقمية حديثة وتطوير القدرات المحلية في القطاعات التكنولوجية، بالإضافة إلى دعم الابتكار وتنمية البيئة الرقمية الوطنية. يأتي هذا التعاون في إطار التوجه الإقليمي لنقل الخبرات الرقمية السعودية الرائدة إلى الأسواق العربية، ويجسد تفعيلاً عملياً لرؤية السعودية 2030 الهادفة إلى تمكين الشركات الوطنية من توسيع حضورها في المنطقة، والمساهمة في نشر مفاهيم الرقمنة الحديثة.
تشمل مجالات الاتفاقية عدة محاور رئيسية، من بينها تطوير البنية التحتية الوطنية لمراكز البيانات بهدف تعزيز قدرة سوريا على إدارة ومعالجة كميات البيانات المتزايدة، وبناء كفاءات رقمية سورية لتحقيق الاكتفاء الذاتي في المجالات التقنية، فضلاً عن توفير الدعم للحاضنات الرقمية والمبادرات الريادية، ما يعزز من انتشار الابتكار وريادة الأعمال في السوق المحلية. كما تركز مذكرة التعاون على تمكين المؤسسات الحكومية من زيادة التكامل فيما بينها، وتقديم خدمات إلكترونية متطورة للمستفيدين، مع وضع أسس للتخطيط الإستراتيجي للتحول الرقمي على النطاق الوطني وإعادة هيكلة الإجراءات الحكومية لرفع مستوى الكفاءة والشفافية.
وتحمل الاتفاقية مؤشرات إيجابية تعكس التزام سوريا بتحديث بنيتها التحتية الرقمية ومجاراة التطورات العالمية، إذ يُتوقع أن تساهم الشراكة مع شركة علم الإقليمية في تسريع التحول الرقمي في المؤسسات الحكومية السورية، وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، بالتوازي مع تقليل الإجراءات البيروقراطية وزيادة الشفافية والإنتاجية في القطاع العام. بالإضافة إلى ذلك، توفر المبادرة مناخاً محفزاً للشركات الناشئة والمبتكرين، مع التركيز على بناء المعرفة الرقمية المحلية وضمان استدامة النمو في السنوات المقبلة.
ويأتي هذا التعاون بين الجهات السعودية والسورية ليمهد الطريق أمام بناء اقتصاد رقمي عصري في سوريا، ويعزز قدرة الشباب السوريين على الانخراط الفاعل في قطاع التقنية. كما يمنح المستثمرين الإقليميين والدوليين ثقة أكبر في مستقبل البنية التحتية التكنولوجية السورية، مع توجيه الأنظار إلى فرص الاستثمار المتزايدة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وتؤكد الاتفاقية الدور الحيوي الذي تلعبه الشركات السعودية في نقل التكنولوجيا وتطوير مجتمعات المعرفة في المنطقة، إذ يمثل التعاون الحالي نموذجاً جديداً للتكامل الرقمي العربي ومواكبة التطورات العالمية الحديثة في هذا المجال.