
يواجه كثيرمن البالغين اليوم مشكلة الجلوس لساعات طويلة بسبب العمل أمام الشاشات، وهي عادة ارتبطت مؤخراً بعديد من المشكلات الصحية والآلام في مناطق مختلفة من الجسم، ولهذا يدعو مختصون لإعادة تبني وضعية الاستلقاء على البطن التي طالما ارتبطت بالرضّع، كتمرين مفيد أيضاً للكبار من أجل تحسين الصحة الجسدية والتقليل من الضغوط الواقعة على عضلات ومفاصل الجسم.
تؤكد جولي لانديس، وهي مختصة علاج فيزيائي من واشنطن، أن قضاء 10 دقائق يومياً في الاستلقاء على البطن يمكنه أن يخفف من أعراض الإجهاد المزمن في الرقبة والكتفين الناتج عن استخدام الأجهزة المحمولة لفترات طويلة، الذي يطلق عليه البعض “عنق التقنية”. وتشير إلى أن هذه العادة البسيطة قد تكون كافية لتقليل الألم المصاحب للنظر المتكرر للأسفل أثناء تصفح الهواتف أو العمل على الحاسوب.
من جانبه يوضح الدكتور إحسان جزيني، وهو جراح عمود فقري في ولاية فيرجينيا، أن الاستلقاء بهذه الوضعية يسهم في تخفيف الضغط اليومي عن الأقراص الموجودة بين فقرات العمود الفقري. ويضيف أن المواظبة عليها تساعد على الوقاية من مشاكل مثل تلف الغضاريف مع مضي الوقت بسبب كثرة الجلوس، كما يحذر من أن إهمال هذه التمارين قد يؤدي إلى الإصابة بعرق النسا وتشنجات العضلات والضغط على الأعصاب.
أما الدكتور جوبولاهان أوكوباديجو، مختص جراحة العظام في نيويورك، فيوضح أن التمارين القائمة على الاستلقاء على البطن تساعد على فتح مفاصل الورك وتنشيط عضلات الجذع وأسفل الظهر، مما يعيد الحوض إلى وضعه الطبيعي ويعزز أداء الجسم أثناء الجلوس أو الوقوف ويقلل من آلام أسفل الظهر.
في السياق ذاته، تذكر كاتي بريكر، مديرة مبيعات من دنفر، أن تجربتها الشخصية مع هذا الأمر كانت ناجحة حيث استغنت عن وسائد الدعم المخصصة للجلوس، لتبدأ بتنفيذ تمرين الاستلقاء على البطن لمرتين خلال اليوم بمعدل عشر دقائق لكل مرة، لترى بعد أسبوعين تحسناً ملحوظاً في مرونة ظهرها وارتفاع قدرتها على الوقوف لفترات طويلة، وتذكر أن وقت ممارسة هذا التمرين لديها ارتفع حالياً لمرتين يومياً بمعدل 20 دقيقة.
يوصي المتخصصون بأن يُبدأ هذا التمرين بشكل تدريجي عبر الاستلقاء على البطن مع دعم الجسم بالمرفقين لبضع دقائق، على أن يتم ربطه باستراحات منتظمة بعيداً عن الشاشات من أجل تعزيز فوائده الوقائية وتحسين صحة العضلات والعظام.