
شهدت الساعات الأخيرة تسليط الضوء مجددًا على حالات السكتة القلبية عقب وفاة المصارع المعتزل هالك هوغان عن عمر 71 عامًا نتيجة إصابته بسكتة قلبية، وهو ما أثار الاهتمام على نطاق واسع، خصوصًا بعدما تعرض رياضيون آخرون مثل دامر هاملن وبروني جيمس لحوادث مماثلة في الآونة الأخيرة. تعود السكتة القلبية إلى دائرة النقاش مع تكثيف التحذيرات من شدة هذا الطارئ الصحي والخطر الذي يشكله، خاصةً في أوساط الرياضيين والشباب.
أوضحت كوميلا ساسون نائبة رئيس العلوم والابتكار في جمعية القلب الأمريكية أن السكتة القلبية تحدث عندما يتوقف القلب عن ضخ الدم بشكل كامل إلى أعضاء الجسم، بسبب اضطراب كهربائي في القلب يُعرف بالرجفان البطيني. ويمكن أن تكون هناك أسباب أخرى، من بينها التعرض لضربة قوية في منطقة الصدر، كما يحدث في حالات commotio cordis، ويعد ذلك شائعًا بين الرياضيين خلال المنافسات.
ويشير الدكتور ماثيو تومي إلى وجود فرق واضح بين السكتة القلبية والنوبة القلبية، حيث تستمر عضلة القلب في النوبة القلبية بالعمل جزئيًا، بينما تتوقف تمامًا في السكتة القلبية. كما يؤكد تومي أن النوبة القلبية قد تؤدي أحيانًا إلى توقف القلب، إلا أن الحالتين تختلفان من حيث الأسباب المباشرة والأعراض.
سرعة التدخل في حالات السكتة القلبية عنصر هام في إنقاذ حياة المصاب، إذ يتمثل الإجراء الأساسي في القيام بالإنعاش القلبي الرئوي عبر الضغط المستمر والسريع على الصدر بمعدل 100 إلى 120 ضغطة في الدقيقة، حيث تتيح هذه الطريقة اليدوية استمرار تدفق الدم إلى القلب والدماغ حتى وصول المختصين، حسبما أوضحت الدكتورة ساسون. ولا يتطلب الأمر دائمًا التنفس الفموي في المراحل الأولى من الإنعاش، ويمكن الاكتفاء بما يُعرف بـCPR اليدوي.
كما توصي الجهات الصحية بالاستعانة بجهاز مزيل الرجفان الخارجي (AED) المتوفر غالبًا في الأماكن العامة كالمدارس والنوادي الرياضية، واستخدامه وفق التعليمات الصوتية المبرمجة التي تتيح للمستخدم التدخل بشكل آمن وسريع.
من جانبها، شددت ساسون على أهمية تعلم مهارات الإسعاف الأولي والإنعاش القلبي، خاصة أن الإحصاءات تشير إلى أن 90 في المئة من حالات السكتة القلبية تقع في المنازل أو أماكن العمل، ما يجعل الوعي والاستعداد ضرورة لضمان سلامة الجميع.