
أوضح خبير المناخ الدكتور عبدالله المسند، الذي كان يشغل منصب أستاذ المناخ بجامعة القصيم، أن موقع شروق الشمس وغروبها لا يبقى ثابتًا طوال أيام السنة، بل يشهد تغيرًا مستمرًا نتيجة ميل محور الأرض ودورانها حول الشمس. وأشار إلى أن الزاوية التي يميل بها المحور والتي تبلغ 23.4 درجة تؤدي إلى اختلاف مواقع الشروق والغروب بصورة يومية، ما يجعل الطرفين الشرقي والغربي للأفق يبدوان وكأنهما يتحركان تدريجيًا على مدار العام. هذا التحرك يبلغ أقصى درجاته نحو الشمال خلال فصل الصيف، بينما يصل إلى أشد نقطة جنوبًا في فصل الشتاء.
الدكتور المسند ذكّر بأن هذه الظاهرة الفلكية تم الإشارة إليها في القرآن الكريم بعدة تعبيرات مختلفة تعكس عمق الفهم العلمي، حيث وردت آية تصف رب المشارق والمغارب في لحظة زمنية معينة، مثل لحظة الاعتدال تمامًا. كما أشار إلى وجود آية أخرى تتحدث عن رب المشرقين والمغربين، في إشارة إلى أقصى موقعين تغرب وتشرق فيهما الشمس في فصلي الصيف والشتاء على التوالي. أما الآية الثالثة فجاءت بلفظ رب المشارق والمغارب، معبرة بذلك عن جميع مواقع الشروق والغروب التي تتبدل يومًا بعد يوم على مدار السنة، وهو ما يعكس دقة الصنعة الإلهية وإتقان النظام الكوني.
ونقل الدكتور المسند عبر حسابه في منصة إكس أن هذه التغيرات في مواقع الشروق والغروب يمكن ملاحظتها بسهولة لأي متابع للسماء، مشددًا على أن هذه الظاهرة تتكرر بشكل متواصل كل عام نتيجة للخصائص الفلكية للأرض ونظامها الشمسي.