
شهد المزاد الدولي لمزارع إنتاج الصقور إقبالًا واسعًا من مزارع الإنتاج والصقارين من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، ليصبح حدثًا سنويًا بارزًا في مجال الصقارة ويكرس مكانة المملكة كمركز عالمي مهم لعشاق هذه الهواية التراثية وتجار الصقور. ويبرز المزاد كمنصة تجمع نخبة الصقارين والإنتاجيين، مع توفير تسهيلات متطورة وفق أفضل المعايير التقنية والتنظيمية، عبر عروض حية على القنوات التلفزيونية ووسائل التواصل الاجتماعي، ما يوفر تجربة رقمية جديدة تعكس التحول الرقمي وحرص الجهات المنظمة على إيصال الأنشطة التراثية إلى جمهور عالمي.
نجح نادي الصقور السعودي عبر تنظيم المزاد في جذب أفضل سلالات الصقور من مختلف دول العالم، ليعزز دور المملكة في تنمية سلالات الصقور وتطوير قطاعها. وهذا التوجه يدعم الحفاظ على الموروث الثقافي للمملكة، في إطار جهود وطنية لتشجيع الاستثمار وتحفيز القطاعات النوعية المرتبطة بتقاليد الصقارة العريقة في البيئات العربية.
أسهم المزاد في تحقيق نمو اقتصادي ملحوظ للقطاع، حيث بلغت مبيعات نسخة 2024 التي استمرت 20 يومًا في مقر النادي بمنطقة ملهم ما يزيد على 10 ملايين ريال بعد بيع 872 صقرًا بمشاركة 56 مزرعة إنتاج من 19 دولة. كما شهد المزاد بيع الصقر الأغلى حتى الآن من نوع مثلوث جير فرخ ألترا وايت من مزرعة أمريكية بمبلغ 400 ألف ريال. وفي عام 2023 تخطت نسبة النمو 218% بمبيعات تجاوزت 8 ملايين ريال وبيع 642 صقرًا بمشاركة 39 مزرعة من 16 دولة، من ضمنها الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وإسبانيا والنمسا بجانب المشاركة السعودية الفاعلة.
تعكس النجاحات المتتالية للمزاد طموح المملكة في ترسيخ قطاع الصقارة كوجهة استثمارية وثقافية عالمية تجمع رجال الأعمال والمستثمرين، إلى جانب تعزيز الهوية السعودية من خلال إحياء الموروث وتأصيل ريادة المملكة في هذا المجال. وتشير الإحصاءات إلى تجاوز مبيعات أول نسختين حاجز 10 ملايين ريال وبيع ما يزيد عن 800 صقر، بما يرسخ مكانة المزاد كأكبر منصة متخصصة لبيع الصقور على مستوى العالم.
تواصل المملكة بهذه الجهود رسم مستقبل قطاع الصقارة عبر رفع مستوى الحضور الثقافي والاقتصادي في المحافل الدولية، ودفع اسم المملكة ليكون في مقدمة الداعمين للثقافة التراثية والحفاظ على الأصالة إلى جانب تبني أدوات التطوير والابتكار في القطاع. يواصل المزاد نقل خبرات البلد في تنظيم الفعاليات النوعية وتوسيع فرص الاستفادة من هذا التراث الوطني العريق.