
شهد ملتقى “تنفس” حضور عدد من الخبراء والمسؤولين الذين أكدوا خلال كلماتهم أهمية مكافحة التدخين والسعي لبناء مجتمع صحي وأكثر إنتاجية في المملكة العربية السعودية. وأجمع المشاركون على أن مبادرة “تنفس” ترمز إلى روح الشراكة بين عدة قطاعات حكومية وخاصة، وتشير بوضوح إلى الجهود المستمرة للحد من أضرار التدخين في المملكة، خاصة مع استهداف نحو 4.8 مليون مدخن بالغ في السعودية. وتأتي هذه التحركات ضمن توجه وطني يستند إلى الأدلة العلمية والاستراتيجيات الحديثة، بما يتوافق مع الأهداف الطموحة لرؤية المملكة.
طولغا سيزار، الرئيس التنفيذي لشركة بدائل، أوضح أن تقليل الأضرار المرتبطة بالتبغ يمثل مدخلاً لمستقبل خال من التدخين. وأكد أن السعودية تقود هذا التوجه على المستوى العالمي من خلال تبني العلم والتشريعات والابتكار في خططها لمكافحة التبغ.
وأشار سلمان الخطاف، مستشار الرئيس التنفيذي لبرنامج جودة الحياة، إلى أن الصحة عنصر أساسي لحياة مجتمعية متقدمة وليست مجرد خيار، لافتاً إلى دور ملتقى “تنفس” في دعم الأنماط السلوكية الإيجابية وتحسين الصحة العامة. وذكر أن النجاح في الحد من أضرار التبغ يعتمد على ربط نتائج الدراسات العلمية بسياسات عملية قابلة للتنفيذ، وهو ما تسعى إليه الشراكات ضمن مبادرة “تنفس”.
الدكتورة سارة الرشود، المستشارة البحثية في شركة الصحة الذكية، شددت على أهمية استمرارية التعاون بين مختلف الجهات لتعزيز جهود القضاء على التدخين، موضحة أن هذه المبادرات تسعى لتحقيق هدف الوصول إلى مملكة خالية من التدخين.
ونقل الدكتور كريستوفر راسل، الخبير البريطاني في سلوكيات استهلاك التبغ والنيكوتين، تقديراته للوفيات الناجمة عن التدخين في السعودية بحوالي 14,200 حالة وفاة مبكرة سنوياً. كما عبر عن توقعه بأن يشهد العالم نهاية مرحلة التدخين خلال العقود الأربعة القادمة.
واستعرض الدكتور كونستانتينوس فارسالينوس التجارب الدولية الناجحة، مع التركيز على نموذج السويد التي سجلت انخفاضاً في معدل المدخنين من 15% إلى 5% خلال 15 عاماً، الأمر الذي انعكس بتراجع حالات السرطان المرتبطة بالتدخين بنسبة 41%، وكذلك خفض نسبة الوفيات الناتجة عنه بنسبة 39.6%. وأكد أن مثل هذه التجارب تمثل فرصاً استراتيجية يمكن الاستفادة منها في المنطقة.