
شهدت منطقة الربوعة الحدودية التابعة لمنطقة عسير إحباط محاولة جديدة لتهريب 80 كيلوغراما من نبات القات المخدر إلى داخل الأراضي السعودية، حيث أعلنت الدوريات البرية لحرس الحدود عن ضبط أربعة مخالفين يحملون الجنسية الإثيوبية أثناء محاولتهم التسلل عبر المناطق الحدودية. العملية الأمنية التي رافقها رصد وتتبع دقيق للحركة غير الطبيعية أسفرت عن القبض على المهربين وضبط الكمية المخدرة قبل وصولها إلى أي منافذ توزيع داخل المملكة، وتجسد هذه الجهود جاهزية رجال حرس الحدود وقدرتهم على التصدي لمحاولات التهريب التي تستهدف الأمن الوطني.
تؤكد السلطات أن منطقة الربوعة تعد من أبرز النقاط الحدودية التي تشهد تكرار محاولات التسلل والتهريب نظرا لطبيعتها الجغرافية الوعرة، إلا أن التطور المستمر في أساليب المراقبة والتدخل السريع شكل حاجزا أمنيا محكما أمام الأنشطة غير المشروعة. وأوضحت الجهات المعنية أن خطورة المواد المهربة، كالقـات، لا تقتصر على الجوانب الجنائية، بل تمتد لتؤثر سلبا على المجتمع والاقتصاد، ولذلك يتم التعامل بصرامة بالغة مع كل عملية ضبط.
كما أكدت وزارة الداخلية في بيانها أن الأجهزة الأمنية مستمرة في تطوير عمليات المراقبة والتدخل، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة داخل المملكة، بهدف إحباط جميع محاولات إدخال المخدرات أو ترويجها. وتعمل القوات الأمنية في إطار استراتيجية وطنية شاملة تعتمد على التقنيات الحديثة والإجراءات الاستخبارية المتطورة بهدف منع أي اختراق للحدود.
وفي سياق متصل، تم تسليم المخالفين إلى الجهات المختصة مع مباشرة الإجراءات النظامية بحقهم، بينما أحيلت المضبوطات إلى الجهات المعنية لمعالجتها وفقا للأنظمة المعمول بها في المملكة. الجهات الأمنية شددت على أن التعامل مع شبكات التهريب سيكون بلا تهاون أو تسامح، مؤكدة أن العقوبات تأتي متوافقة مع حجم الخطر الذي تمثله مثل هذه الجرائم على المجتمع.
من جانب آخر لجأت الجهات الأمنية إلى دعوة المواطنين والمقيمين للتعاون معها عبر الإبلاغ عن أي نشاط مشبوه له علاقة بالتهريب أو ترويج المخدرات داخل المدن أو على أطرافها. وتمت الإشارة إلى توفر وسائل تواصل متعددة مع وعد بمعالجة جميع البلاغات بسرية تامة حفاظا على سلامة المبلغين وتعزيزا لنجاعة العمل الأمني الجماعي.
وأشارت التصريحات الرسمية إلى أن مسؤولية مكافحة التهريب والمخدرات جماعية وليست محصورة في جهة واحدة، إذ تتطلب مشاركة المجتمع والرفع من مستوى الوعي للمساهمة في درء المخاطر عن النسيج الوطني، مع تأكيد الحزم التام في التعامل مع أي فرد ينخرط في هذه الشبكات. وتجدد وزارة الداخلية التزامها بمواصلة الحرب ضد المخدرات على كافة الأصعدة، مشددة على أن حماية الأمن الوطني، وخاصة حدود المملكة، يمثل أولوية لا تقبل المساومة.