
تشتهر منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية بتقاليدها الرمضانية الفريدة، حيث تبرز المأكولات الشعبية كجزء لا يتجزأ من هويتها الثقافية. في هذا الشهر الفضيل، تتحول الموائد إلى لوحة فنية تعكس تراث المنطقة وعاداتها الأصيلة. من “العصيدة” إلى “الحنيذ”، تقدم الأطباق التقليدية نكهات مميزة تُغني التجربة الرمضانية، بينما تُعزز التجمعات العائلية والتقاليد مكانة هذه الأطباق في قلوب الأهالي.
العصيدة: الطبق الرمضاني المميز
تُعتبر “العصيدة” من أبرز الأطباق الرمضانية في منطقة الباحة. تُحضّر من الدقيق المحمص المطهو بعناية مع المرق واللحم، مما يجعلها طبقًا لذيذًا وغنيًا بالطاقة. تُقدم غالبًا في وجبتي الإفطار والسحور، وهي رمز للتراث الذي يتوارثه الأجيال. تتميّز العصيدة بمذاقها البسيط وفوائدها الغذائية، مما يجعلها خيارًا شائعًا على الموائد الرمضانية.
الحنيذ: نكهة الأصالة
لا تكتمل المائدة الرمضانية دون طبق “الحنيذ”، الذي يُعتبر من أشهر الأطباق في المنطقة. يعتمد هذا الطبق على اللحم المطهو ببطء في حفرة تحت الأرض، مما يمنحه نكهة مميزة ومشبعة. تُعتبر طريقة التحضير التقليدية للحنيذ جزءًا من الهوية الثقافية لأهالي الباحة، حيث تُعكس أصالة الماضي في كل لقمة.
المرقوق والخبزة المقناة
من بين الأطباق الأخرى التي تزين المائدة الرمضانية “المرقوق”، وهو عجينة رقيقة تُطهى مع الخضار واللحم في مرق غني بالتوابل المحلية. إضافة إلى ذلك، تشتهر “الخبزة المقناة” كأحد الأطعمة الأساسية، حيث تُحضّر من دقيق القمح وتُطهى على صخرة ساخنة باستخدام أدوات تقليدية. هذه الأطباق ليست مجرد وجبات، بل هي جزء من التراث الذي يُحافظ عليه الأهالي بفخر.
في ظل التطور الحديث، ما زالت سيدات الباحة متمسكات بتقاليدهن في إعداد الأطباق الشعبية يدويًا. يعتمدن على المكونات المحلية مثل التمر والحبوب والأعشاب الجبلية، مما يعزز القيمة الغذائية والثقافية لهذه الأطعمة. هذه المأكولات ليست فقط مصدرًا للطاقة، بل هي أيضًا وسيلة لربط الأجيال بتراثهم، مما يجعل شهر رمضان في الباحة تجربة لا تُنسى.