شاهد مشهد مهيب لتكريم 120 حافظ لكتاب الله مع تكبيرات يقشعر لها الابدان! لحظات رائعة لاتعوض

في قلب مدينة إسطنبول، التي تُعَدّ ملتقى الحضارات والثقافات، نجد مسجدًا فريدًا من نوعه، لا يعكس جماله وهندسته العريقة فقط، بل يحتضن في جوانبه الروحانية والثقافية إرثًا عظيمًا. هو مسجد “تشامليجا”، المعلم الذي أضاف إلى إسطنبول قيمة جديدة، ليس بحجمه فحسب، بل بما يمثله من رمزية حضارية وثقافية.

في هذه البقعة التي يتردد صدى آيات القرآن وأصداء التكبيرات، احتفل المسجد بتخريج 125 طالبًا وطالبة، أتموا حفظ كتاب الله تعالى. والمشهد كان ملفتًا، فقد أظهرت الفيديوهات مشاهد مؤثرة للطلاب وهم يدخلون وسط تكبيرات الحضور. الجميع في حالة من السعادة والفخر، فقد أصبح هؤلاء الشبان والشابات حملةً لرسالة الإسلام، وسيرون في الأرض ينشرون الخير والبركة.


الرياضة الروحية في قلب المعمار البديع

مسجد تشامليجا ليس مجرد مسجدًا، فهو يجمع بين التراث والحداثة. تم افتتاحه في 2029 بمبادرة من الرئيس رجب طيب أردوغان. ويُعتبر واحدًا من أكبر المساجد في تركيا بمساحة 15 ألف متر مربع. هذا الصرح الضخم يتسع لنحو ستين ألف مصل، وليس هذا فقط بل يضم قاعة مؤتمرات، ومتحفًا يعكس الآثار الإسلامية التركية، إضافة إلى مكتبة عامة ومعرضًا للفنون.

أما المآذن الستة التي تعتلي المسجد، فهي تحمل في تفاصيلها الدقيقة رموزًا تاريخية. فالأربع مآذن التي يبلغ طولها 107.1 أمتار، تُذكِّرنا بانتصار الأتراك في معركة 1071 ميلادي، تلك المعركة التي جسدت القوة والشموخ للأمة التركية.

والحدائق التي تحيط بالمسجد، هي دعوة للتأمل والاسترخاء تطل على الجزأين الآسيوي والأوروبي لإسطنبول، في منظر يحبس الأنفاس. إضافة إلى الهندسة المعمارية التي تمزج بين العثماني والسلجوقي، في تناغم رائع مع العصر الحديث يُعتبر مسجد تشامليجا إضافة متميزة لمدينة إسطنبول، ليس فقط كمكان عبادة، بل كمركز ثقافي وروحي يجمع الأمة حول كتاب الله.

close