وأخيراً الموافقة علي العقار الجديد الأكثر فعالية لداء السكري الذي يساعد في القضاء علي السمنة

تتطور العلوم الطبية بسرعة مذهلة، ومع كل يوم نسمع عن اكتشافات جديدة تُسهم في تحسين جودة حياة الملايين حول العالم. في هذا الإطار، تمت الموافقة مؤخرًا على عقار ثوري لعلاج مرض السكري من النوع الثاني أصبح “Tirzepatide”، الذي يُباع تحت اسم “Mounjaro”، نجم العقاقير التي ستكون متاحة قريبًا للمرضى في المملكة المتحدة. وهو يتميز بكونه قابلاً للحقن، مما يسهل استخدامه.

هذا العقار الجديد لا يقدم فقط الأمل لمرضى السكر، بل يتميز بأفضلية مُلفتة. فقد أظهرت الدراسات أن Mounjaro له تأثيرات إيجابية ملحوظة في التحكم بنسبة السكر بالدم، وكذلك في تحقيق فقدان الوزن، مقارنة بأدوية السكري الأخرى المتاحة في الأسواق.

السر وراء فعالية Mounjaro

كل السحر يكمن في كيفية عمل “Tirzepatide”. يأتي هذا العقار من بروتين يشبه بشكل كبير هرمون GIP. هذا الهرمون، بالطبع، يلعب دورًا حيويًا في تحفيز إطلاق الأنسولين في جسم الإنسان. لكن ما يميز “Tirzepatide” حقًا هو قدرته على التفاعل مع هرمون آخر يُدعى GLP-1، وهو مسؤول أيضًا عن تحفيز إطلاق الأنسولين.

هذه الخاصية تجعل من “Tirzepatide” أول دواء “ناهض ثنائي الهرمونات” يتم الموافقة عليه لعلاج مرض السكر من النوع الثاني. إذا قارناه بعقار “Ozempic” الذي يستهدف GLP-1 فقط، نجد أن “Tirzepatide” يقدم نهجًا أكثر شمولية.

فهم عمق آلية العمل

عندما نتناول الطعام، تطلق أمعاءنا الهرمونات GLP-1 وGIP. هذين الهرمونين يعملان معًا لزيادة إنتاج الأنسولين، مما يساعد في خفض نسبة السكر في الدم. وعلى الرغم من فعالية هذين الهرمونين، إلا أنهما يستمران في الجسم لمدة دقيقتين فقط. لكن، تم تصميم “Tirzepatide” ليدوم في الجسم لمدة تصل إلى خمسة أيام.

عندما نتحدث عن مرض السكري، نجد أن التطورات الطبية تسعى دائمًا إلى تحسين نوعية حياة المرضى. وفي الآونة الأخيرة، أصبحت هناك دواء جديدة تُظهر فعالية متميزة في التحكم بالمرض. ولكن، ما مدى فعالية هذه الأدوية؟

تيرزيباتيد وعصر جديد من العلاجات

تيرزيباتيد هو من المركبات الجديدة التي تستهدف مرض السكري. فبينما يعمل الكثير من الأدوية على تحسين فعالية الأنسولين أو زيادة إنتاجه، يأتي تيرزيباتيد محاكيًا لتأثيرات هرمونين، مما يجعله أقوى في التحكم بمستويات السكر.

ومن الجدير بالذكر، أن تيرزيباتيد أثبت فعاليته بشكل واضح مقارنةً بالسيماجلوتيد، وهو ما تم التوصل إليه من خلال تجربة استمرت لأسابيع. تيرزيباتيد لم يظهر فقط نتائج إيجابية في التحكم بمستويات السكر، ولكن أيضًا في دعم فقدان الوزن. وهذه النتائج كانت ملفتة للانتباه، خاصةً أن فقدان الوزن يعد جزءًا مهمًا في التحكم بمرض السكري من النوع 2.

الثورة في فقدان الوزن

للأشخاص الذين يعانون من مرض السكر، البحث عن طرق لفقدان الوزن يمكن أن يكون تحديًا. ومع ظهور تيرزيباتيد، بدأ الأمر يتغير. فقد أظهرت التجارب أن المرضى الذين تم علاجهم بتيرزيباتيد قد فقدوا نسبة ملحوظة من وزنهم. وهذا ليس مجرد تحسين في المظهر، بل هو تحسين حقيقي في صحة المريض، يساعد في التحكم بالمرض بشكل أفضل.

close