قبل اليوم الوطني السعودي تعرف علي 10 أسرار في ذكري التأسيس لم ولن يطلعك عليها احد من قبل ولا من بعد!

تعتبر المملكة العربية السعودية دولة تاريخية ذات جذور عميقة في تاريخ الجزيرة العربية. وفي كل عام، نحتفل بذكرى تأسيسها ونستذكر الجهود الكبيرة التي بذلت لتوحيدها كان للملك عبدالعزيز دور بارز في تأسيس المملكة. بعد 32 عامًا من الكفاح والجهاد، أعلن في 23 سبتمبر 1932م إطلاق اسم المملكة العربية السعودية على هذه الأرض المباركة.

الملك المؤسس وعلاقته بالرياض

الرياض، المدينة التي تقع في قلب الجزيرة العربية، شهدت ولادة الملك المؤسس وتربيته. منذ صغره، تعلم القرآن والفقه والتوحيد على أيدي علماء الرياض، بالإضافة إلى مهارات الفروسية كان للملك عبدالعزيز شخصية قوية وجاذبية. وقد تأثر كثيرًا بشخصية والده وتلقى منه الكثير من الدروس. كما كان يُعرف بتواضعه ومرحه وسهولة التواصل مع الناس.

مرّ الملك المؤسس بالعديد من التحديات والصعوبات، منها خروجه مع والده من الرياض. لكن هذه التحديات جعلته أكثر قوة وعزمًا اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية ليس مجرد تاريخ نحتفل به، بل هو تذكير بالتضحيات والجهود التي بذلت من أجل بناء دولة عظيمة. وكلما استذكرنا هذا اليوم، يجب أن نتذكر الملك المؤسس وجهوده الكبيرة في تأسيس هذه المملكة العريقة.

عندما نتحدث عن تأسيس الدولة، لا يمكننا ألا نذكر مسيرة الملك عبد العزيز. ففي سنة العشرين من عمره، وبينما كان في الكويت، قرر توجيه خطواته إلى الرياض. في رحلة عبر الصحراء الحارقة، وبرفقة أتباعه الأوفياء، اخترقوا جوف الصحراء، وكانوا صائمين، ملبين نداء ربهم وبعد أيام من السير المتواصل، اقتربوا من الرياض، حيث قوبلوا بالترحيب والبهجة. ولم يمضِ وقت طويل حتى اختير الملك عبدالعزيز أميرًا على نجد وإمامًا لأهلها. ومع هذه البداية المتميزة، بدأت الرياض في التطور والازدهار.

التركيز على الحرمين وخدمة الحجاج

كان من أولويات الملك عبد العزيز، تطوير الحرمين الشريفين. حرص خاص على خدمة الحجاج والمعتمرين، وعلى تطوير المرافق التعليمية والصحية. ورغم كل الجهود، كان التحدي الأكبر هو توفير الموارد المالية وكانت المفاجأة السارة في اكتشاف النفط بعد أعوام من التنقيب. وهذا الاكتشاف قلب موازين الأمور، حيث أصبحت المملكة واحدة من أكبر المصدرين للنفط في العالم.

من الجدير بالذكر أن الملك عبد العزيز لم يكتفِ بالنجاحات المحلية فحسب، بل كان له بصمات واضحة في الساحة الدولية. استطاع من خلال دبلوماسيته وحكمته أن يقيم علاقات مع كبار قادة العالم. وكان دائمًا يحرص على مكانة المملكة وثقافتها وتراثها لكن مع مرور الوقت، أصاب الملك المرض، وفي يوم تاريخي، توفي الملك عبد العزيز، تاركًا وراءه إرثًا عظيمًا ومملكة قوية ومستقرة.

عند الحديث عن الرؤية والتطلع الثقافي والعلمي، لا يمكن ألا نذكر جهود الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – رحمه الله. بالرغم من انشغاله الدائم بشؤون البناء الوطني، ظلت شهيته للقراءة وجمع المؤلفات لا تنضب.

الملك، بفطنته ورؤيته البعيدة، كان يرى أهمية المعرفة والعلوم الشرعية وكيف أنها تلعب دورًا حاسمًا في بناء وتطور الأمة. لهذا، كان يبذل جهدًا مستمرًا لاقتناء الكتب والمؤلفات النادرة، ولم يقتصر الأمر على جمعها فقط، بل طبع العديد منها لتوزيعها مجانًا، فأصبح لدينا اليوم مكتبة غنية تضم 1468 مجلدًا نادرًا تكشف عن ذائقة ملكية فريدة.

بدارة الملك عبد العزيز بالرياض، تقع المكتبة التي تتضمن معارف نادرة. العلوم الشرعية، التراجم، التاريخ الإسلامي واللغة العربية، كلها توجد هناك. وبفضل الفهرسة الرقمية، أصبحت البحث والاطلاع على هذه المعارف أسهل من أي وقت مضى.

الكتب ليست مجرد أوراق مطبوعة فحسب، فهي تحمل في صفحاتها عبارات وشواهد تاريخية كتبها كبار المؤرخين والمؤلفين. ومن خلالها، نستطيع الاطلاع على جوانب مختلفة من تاريخ المملكة العربية السعودية والعلاقة الوطيدة بين الملك وعالم المعرفة.

دعم لا يتوقف للثقافة

لم يقتصر اهتمام الملك على جمع الكتب فقط، بل تجاوز ذلك إلى دعم المؤلفين وتشجيعهم على الاستمرار في الكتابة. كان يشتري نسخًا من الكتب المطبوعة لتوزيعها على الأفراد، مما أعطى دفعة معنوية للكتّاب ومن بين الكتب التي أمر بطباعتها، نجد كتبًا في العقيدة والتفسير والفقه لأبرز علماء السلف، إلى جانب مصنفات في اللغة العربية والتاريخ الإسلامي والجغرافيا.

close