عندما يتحدث الناس عن العدالة، فهم يعنون تنفيذ الحق والإنصاف بين الأفراد. ولقد شهدنا اليوم مثالًا حيًا على هذا في منطقة عسير، حيث أصدرت وزارة الداخلية بيانًا بشأن تنفيذ حكم القتل قصاصاً بأحد الجناة.
ربما سمع البعض عن الحادثة المأساوية التي وقعت بين السعودي عبدالله بن حسين بن حامد الرشادي القحطاني واليمني علوي علي صالح البرماني. فقد قام الأول بجريمة قتل غير مبررة بطعن البرماني بسكين في صدره، وكل ذلك بسبب خلاف بسيط بينهما. تلك اللحظات المأساوية التي قضى فيها البرماني كانت دافعًا قويًا للجهات الأمنية للتحرك بسرعة.
وبفضل الله وجهود الجهات الأمنية، لم يمض وقت طويل حتى تم القبض على الجاني، الرشادي. وقد أسفر التحقيق معه عن توجيه الاتهام إليه بارتكاب جريمة القتل ومن هنا نستشهد بكلمات الله تعالى في سورة البقرة: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى”، حيث يُظهر الإسلام أهمية العدالة والقصاص لتحقيق الأمان والاستقرار في المجتمع. وكما قال تعالى: “وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” من الحادثة والتطورات التي تبعتها أن العدالة ستأخذ مجراها، ولكن الأهم من ذلك هو أن نتعلم ونتأمل في أهمية تقدير الحياة والبعد عن المشاجرات والخلافات التي قد تؤدي إلى نتائج فادحة.