حسب ما أعلنته وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، فإن إجازة اليوم الوطني لهذا العام ستكون في السبت الموافق 8 ربيع الأول 1445هـ، أو 23 سبتمبر 2023م. يعتبر هذا اليوم فرصة للجميع للاحتفاء بتاريخنا العظيم وإنجازاتنا كأمة.
في مثل هذا الوقت من كل عام، تدور أذهاننا نحو تاريخ واحدة من أكبر دول الشرق الأوسط، المملكة العربية السعودية. يتوجه القطاعان الخاص وغير الربحي للاحتفاء بهذا اليوم المعترف به على مستوى الوطن. يسلط الضوء على الجهود والتضحيات التي بُذلت لتوحيد المملكة.
الخطوات نحو التوحيد
لم يكن هذا التاريخ فقط يومًا للاحتفال، ولكنه يذكرنا باللحظة المحورية في تاريخ السعودية. عندما أصدر الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود المرسوم الملكي رقم 2716، الذي أعلن فيه تغيير اسم الدولة إلى المملكة العربية السعودية. تلك الخطوة كانت تجسيدًا لرؤية تاريخية ورغبة حقيقية في توحيد شبه الجزيرة تحت مظلة واحدة.
أمة في رجل والنضال المستمر
عبدالله بن عبد المحسن التركي، في كتابه “أمة في رجل”، وصف الجهود الكبيرة والتضحيات التي قام بها الملك عبد العزيز لم يكن نضاله محدودًا بفترة زمنية قصيرة، بل كان مساقًا طويلًا من الجهد والكفاح. كانت رؤيته واضحة: توحيد المملكة تحت راية التوحيد. ولهذا السبب، يجب أن نتذكر دائمًا ما قام به من أجل تحقيق هذا الحلم وبغض النظر عن الصعوبات والتحديات، استطاع الملك عبد العزيز أن يوفق بين القيم الشرعية والهدف السياسي. نجح في تقديم نموذج حي للدولة الإسلامية المعاصرة.
يجب علينا أن نتذكر دائمًا هذه التضحيات والجهود التي بُذلت من أجل توحيد المملكة. اليوم الوطني ليس فقط فرصة للاحتفال، بل هو فرصة للتأمل في تاريخ المملكة وتقدير القيم والمثل التي أسس عليها هذا الوطن. وعلينا، كجيل جديد، أن نحمل الشعلة ونواصل السير على نهج الملك عبد العزيز في بناء وتطوير وحماية هذا الوطن.
مع تسليط الضوء على مسيرة تأسيس المملكة، نجد أن الرحلة بدأت بشجاعة وإرادة الرجل الذي أراد أن يوحد أراضي أجداده. نتحدث هنا عن الملك عبدالعزيز آل سعود الذي خرج من الكويت بفرقة صغيرة ونفس طموح، وتوجه نحو الرياض. لم يكن له سوى 60 رجلًا ولكن بداخله حلم كبير. عند وصوله للرياض في يناير من عام 1902, أظهر الشجاعة والاستراتيجية في استعادة الرياض، ولم يكن هذا الفوز الوحيد، فقد تابعت النصرات واحدة تلو الأخرى حتى أصبحت نجد تحت سيطرته.
ومع مرور الوقت، استمر الملك في تحقيق انتصاراته، مثل السيطرة على الإحساء وعسير وحائل. ومن بين أبرز اللحظات التي تجسدت فيها طموحات الملك، كان دخوله الطائف ومكة وجدة. وبهذه الخطوات الهامة، تم تحقيق حلم التوحيد الكبير، واعتُرف الملك عبدالعزيز كملك على الحجاز وسلطان نجد.
اليوم الوطني الاحتفاء بالتأسيس
يأتي اليوم الوطني السعودي كذكرى لليوم الذي أعلن فيه الملك عبدالعزيز إنشاء المملكة العربية السعودية في عام 1932. وقد كرّس الملك عبد الله بن عبد العزيز هذا اليوم كإجازة رسمية عام 2005، تأتي كهدية للشعب السعودي للاحتفال بمرور سنوات على تأسيس وحدة وطنهم الغالي.
الفارق بين اليوم الوطني ويوم التأسيس
رغم أهمية اليوم الوطني، إلا أن هناك فارقًا واضحًا بينه وبين يوم التأسيس. في حين يركز اليوم الوطني على تأسيس المملكة العربية السعودية، يسلط يوم التأسيس الضوء على التراث التاريخي العريق للمملكة، حيث تم تأسيس الدولة السعودية في الدرعية في منتصف ١٧٢٧.