من منا لا يعرف الزلازل؟ تلك الكوارث الطبيعية التي تضرب دون سابق إنذار، محدثة دماراً وخراباً. لكن الذي حدث في المملكة المغربية مؤخرًا كان أكثر من مجرد زلزال. كانت ضربة قوية على قلوب الكثيرين، ليس فقط في المغرب، ولكن في جميع أنحاء العالم فقد أعلنت وزارة الداخلية المغربية عن حصيلة صادمة، حيث بلغ عدد القتلى 1037 شخصًا، وأكثر من 1204 إصابات. ما هو أكثر من ذلك، هناك أكثر من 700 حالة وُصفت بأنها حرجة. وكأن الأرقام الكبيرة ليست كافية لوصف الألم والمعاناة، يتمثل الخطر الحقيقي في الأرواح التي فقدناها والأحلام التي تحطمت.
مع تصاعد حدة الأزمة، أصبحت المؤسسات الصحية المغربية في حالة استنفار تام. الأمر الذي دعا الكثير من المواطنين للتبرع بالدم. الحاجة ملحة، والوقت أثمن من الذهب. كل قطرة دم قد تحمل في طياتها أملاً بإنقاذ حياة.
وفي هذه الأوقات الصعبة، تبرز أهمية العمل الجماعي. فقد أفادت الداخلية المغربية بأن قوات الجيش تعاونت مع فرق الحماية المدنية في عمليات الإنقاذ. هذه الجهود المشتركة تعكس التضامن والوحدة في مواجهة الكوارث.
لا يزال الوضع مأساويًا في العديد من المدن المغربية. وسائل الإعلام المغربية وصفت الزلزال بأنه الأقوى الذي ضرب المملكة على مر العصور. وفي الشوارع، ارتفعت صرخات الاستغاثة من تحت الأنقاض، صرخات تطلب النجدة، وتحمل فيها أمل البقاء على قيد الحياة.